قصة علبة شوكولاته
.
.
قبل عدة اعوام وفي حارتي القديمة كان لي جار
.
متحدث لبق , مستمع جيد , ومحاور هادئ , كان انسان اجتماعي و محبوب
.
.
يعرف الجميع والجميع بعرفه , كل ما دخل الحارة او طلع منها يسلم ويرحب بالناس
وفي يوم التقيت فيه , كان يجهز السيارة وبيطلع مشوار ..
وما اثار استغرابي
.
.
علب شوكولاتات فاخرة كانوا اكثر من عشرين علبة بالمقعد الخلفي للسيارة
فطرحت عليه السلام و سألته : خير يا جار وين رايح ...؟؟؟
.
.
فرد علي السلام وابتسم ابتسامة حلوة , بس انا ما فهمت معناها , وقال : وش رأيك ترافقني
قلت : أرافقك بس يارب المشوار ما يكون بعيد .
قال : طيب اطلع معي و ان شاء الله ما نتأخر
.
.
وطلعت معاه في السيارة , و توجهنا إلى حي فقير جداً يبعد عن حارتنا مسافة ساعة إلا ربع بالسيارة
.
.
صف السيارة و نزلنا منها , وحمل مجموعة من علب الشوكلاتة و توجه إلى مجموعة من البيوت , دق على الباب الاول , ففتح الباب اولاد صغار و لما شافوه قفزوا فرحاً و ينادوا على امهم : ماما ماما
.
.
الرجال حق الشوكولاتة جا وأعطاهم علبة الشوكولاتة و تكلم مع الأطفال و استأذن ..
.
.
ودق الباب على البيت الثاني , ففتحت الباب إمرأة كبيرة بالعمر , وعندما رأته دعت له كثيراً الله يفتحها عليك الله يطعمك من ثمار الجنة والله يا ابني انك تجبر خاطرنا الله يجبر خاطرك و اعطاها علبة الشوكلاته و استأذن
.
.
و هكذا مع بقية البيوت , وكل بيت كان قصة بحد ذاته . و في كل بيت كان في سيمفونية جميلة ورائعة من المشاعر و الاحاسيس
.
.
المهم انتهينا من توزيع علب الشوكولاتة و رجعنا على السيارة و ركبنا فيها وتوجهنا إلى البيت ,فسألته سؤال المتردد : الله يعطيك العافية يا #جار و الله شي حلو اللي صار
.
.
بس انا حابب اسألك سؤال : ليش ما تعطيهم فلوس أفضل بالفلوس يقدروا يشتروا احتياجاتهم ...!!!
.
.
ضحك جاري ضحكة قوية , و كأن سؤالي أعجبه والتفت إلى الكرسي الخلفي و تناول علبة شوكولاته , وقدمها لي , وقال افتحها يا دكتور : فتحت العلبة .. و انا مترقب , وكلي شوق لأرى ما تحتويه العلبة
.
.
لقيت فيها بالاضافة للشوكولاته مغلف فيه مال , فزادت حيرتي
طيب ليش ما تعطيهم الفلوس مباشرة يا جار لماذا بداخل علبة الشوكولاتة ..؟
.
.
فنظر إلي جاري , و ابتسم كعادته , و قال : يا دكتور انا إنسان أحب الشوكلاته كثييييراً وآكل منها كل يوم , و الله جل علاه قال :
﴿لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون﴾
.
.
الصدقة فن
و الفقير يشتهي كما نشتهي
.
.
النشر مسموح للجميع مع ذكر المصدر مدونه قصتي
0 التعليقات: