السبت، 3 ديسمبر 2016

سلطان الاباريق

سلطـــــــــــان الأبــــــــــاريق  ....
.
سلطان بلا سلطنة .
يحكى أنّ رجلاً كانت وظيفته ومسؤوليته هي الإشراف على الأباريق لحمام عمومي،
.
.
والتأكد من أنها مليئة بالماء بحيث يأتي الشخص ويأخذ أحد الأباريق ويقضي حاجته
.
.
ثم يرجع الإبريق إلى صاحبنا، الذي يقوم باعادة ملئها للشخص التالي وهكذا .
.
.
في إحدى المرّات جاء شخص وكان مستعجلاً فخطف أحد هذه الأباريق بصورة سريعة وانطلق
.
.
نحو دورة المياه، فصرخ به مسؤول الأباريق بقوة وأمره بالعودة إليه فرجع الرجل
.
.
وأمره مسؤول الأباريق بأن يترك الإبريق الذي في يده ويأخذ آخر بجانبه،
.
.
فأخذه الشخص ثم مضى لقضاء حاجته، وحين عاد لكي يسلم الإبريق
.
.
سأل مسؤول الأباريق: لماذا أمرتني بالعودة وأخذ إبريق آخر مع أنه لا فرق بين الأباريق،
.
.
فقال مسؤول الأباريق بتعجب: إذن ما عملي هنا؟ !
.
.
إن مسؤول الأباريق هذا يريد أن يشعر بأهميته وبأنه يستطيع أن يتحكم وأن يأمر وأن ينهى
.
.
مع أن طبيعة عمله لا تستلزم كل هذا ولا تحتاج إلى التعقيد، ولكنه يريد أن يصبح سلطان الأباريق !
.
.
إن سلطان الأباريق موجود بيننا وتجده أحياناً في الوزارات أو في المؤسسات أو في الجامعات أو المدارس أو في المطارات، بل لعلك تجده في كل مكان تحتك فيه مع الناس !
.
.
ألم يحدث معك، وأنت تقوم بانهاء معاملة تخصك، أن تتعطل معاملتك لا لسبب إلاّ لأنك
.
.
واجهت سلطان الأباريق الذي يقول لك: اترك معاملتك عندي وتعال بعد ساعتين،
.
.
ثم يضعها على الرف وأنت تنظر، مع أنها لا تحتاج إلاّ لمراجعة سريعة منه
.
.
ثم يحيلك إلى الشخص الآخر، ولكن كيف يشعر بأهميته إلاّ إذا تكدّست عنده المعاملات
.
.
وتجمع حوله المراجعون.. إنّه سلطان الأباريق يبعث من جديد !
.
.
إنّها عقدة الشعور بالأهمية ومركّب النقص بالقوة والتحكم بخلق الله !
.
.
إنّ ثقافة سلطان الأباريق تنسحب أيضاً على المدراء والوكلاء والوزراء ..
.
.
تجدها في مبادئهم حيث إنّهم يؤمنون بالتجهم والشدة وتعقيد الأمور ومركزيتها
.
.
لكي يوهموك بأنّهم مهمون، وما علموا أنّ أهميتهم تنبع من كراسيهم أكثر من ذواتهم !!
.
.
تستغرب من ميل الناس إلى الشدة وإلى التضييق على عباد الله في كل صغيرة وكبيرة،
.
.
ولا نفكر بالرّفق أو اللين أو خفض الجناح، بل نعتبرها من شيم الضعفاء !
.
.
إنّها دعوة لتبسيط الأمور لا تعقيدها
.
.
ولتسهيل الإجراءات لا تشديدها وللرفق بالناس لا أن نشق عليهم،
.
.
ولكم نحن بحاجة للتخلص من عقلية سلطان الأباريق
.
.
.
النشر مسموح للجميع مع ذكر المصدر مدونه قصتي

0 التعليقات: