الخميس، 1 ديسمبر 2016

زوجٌ وحديقةٌ وامرأة آتي

زوجٌ وحديقةٌ وامرأة آتية
.
.
جلس يراقب البعيد يترقب معجزة تأتي لتْخرجه من واقعه المأزوم يبحث في الكمال عن صفات يستبدل بها ما يعتبره نقصاً في زوجته .
.
.
ولأجله هرب إلى حديقة عامة علّه يستلهم بديلاً عن شعور النفور ذاك جلس وكلُّ انتباهه لمفارق طرق العبور نحو السكينة بُغيةَ الاهتداء لحلٍ وسبيل . وإذا به يرى امرأة تقبل من بعيد المسافات  خفق قلبه وما قرّ له قرار وأخذ الحزن الممزوج بشعور الغبطة يحتله وخصوصاً عندما شاهد طفلا يمسك يد تلك الآتية
.
.
وصار يردد :
ليتها كانت محل زوجتي  يا لسعادة زوجها فهي تملك من الصفات الجميلة ما تملك.. وقد لمس حنانها في تعاملها مع ولدها وفي كيفية احترامها لعفتها من خلال مشيتها وحجابها .
.
.
جلس يستذكر ما يعتقده عدمَ رقةٍ في زوجته وعدمَ رعايةٍ لحجابها.. وظل أسيرَ الحسرة حتى اقتربت منه تلك الآتية الملتحفة بثوب الكرامة والحياء ثم خاطبته عزيزي كنت أتوقع أنك هنا فاحببنا أنا وابنك أن نأتي ونجالسك .
.
.
وهو غارقٌ في بحار الخجل فالآتية التي أعجبته ما كانت إلا زوجته الهارب منها وإذا بها تمتلك كل ما يحب ويريد .
.
.
نعم أيها السادة ,عندما يُغمض الشريكُ عينَ الحقِ لا يُشاهِد حقيقة شريكه.. بل يصبح الشريك عبارة عن أوهام صنعها الخيال ولا يقف حينها على حقيقة الحال إلا بعد فوات الأوان .
.
.
ابحث عن جمال صفات شريكك من بين عبارات التعب التي تصدر من فترة لأخرى نتيجة إرهاق في تدبير أسرة واولاد  ولا تكن كمن يغفل عن نجوم السماء وشمسِها لانه لم يشاهد الا الغيوم فظن ان السماء كلها غيم .
.
.
النشر مسموح للجميع مع ذكر المصدر (  مدونه قصتي )

0 التعليقات: